تهديدات ترمب التجارية- هل فقدت تأثيرها على أسواق المال؟

المؤلف: ترجمة: منار الهليل08.09.2025
تهديدات ترمب التجارية- هل فقدت تأثيرها على أسواق المال؟

على الرغم من أنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابقة بشأن فرض رسوم جمركية أدت إلى انهيارات مفاجئة في أسواق المال، فإنّ المستثمرين يبدون أقل اكتراثًا بتهديداته الأخيرة، وذلك على الرغم من اقتراب الموعد النهائي الحاسم في الأول من أغسطس.

لقد استقبل المستثمرون خلال الأسابيع القليلة الماضية سيلاً غزيرًا من تهديدات الرسوم الجمركية، حيث كثّفت إدارة ترامب الضغوطات على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قبيل الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، لم يكن لهذه التصريحات تأثير يُذكر على أداء الأسواق، وذلك وفقًا لما ذكرته "ماركت ووتش".

عصر يوم الجمعة، نشرت صحيفة فاينانشال تايمز خبرًا مفاده أنّ البيت الأبيض يسعى إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة تتراوح بين 15% و20% على الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الرئيسي للولايات المتحدة. هذا الرقم كان أعلى من التوقعات، ممّا أدّى إلى انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أدنى مستوياته خلال الجلسة بعد فترة وجيزة من نشر التقرير. بيد أنّ المؤشر لم يستقر عند هذا المستوى لفترة طويلة، حيث أنهى يوم الجمعة دون تغيير يُذكر عند 6,296.79 نقطة، وذلك وفقًا لبيانات سوق داو جونز.

في شهر أبريل الماضي، عندما أعلن الرئيس ترامب عن تعريفة وصفها بـ "يوم التحرير"، تسببت هذه الخطوة في موجة بيع حادة في الأسواق، قبل أن يتراجع عنها بعد أسبوع واحد، مؤجلاً تطبيقها لمدة تسعين يومًا. إلا أنّ الأسواق لا تبدو قلقة من تكرار هذا السيناريو.

يشير استطلاع رأي أجراه بنك أوف أميركا إلى أنّ مديري الصناديق الاستثمارية قد عادوا بقوة إلى السوق بعد غيابهم في بداية التعافي، مع ارتفاع ملحوظ في شهية المخاطرة بوتيرة قياسية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

تهديدات ترامب: مجرد ورقة ضغط تفاوضية
حتى الآن، سمع العديد من المستثمرين عن "TACO deal". وقد روّج لها أحد الكتّاب في صحيفة فاينانشال تايمز في شهر مايو، وهي اختصار لعبارة "ترامب دائمًا يتراجع".

تقوم الفكرة على أنه إذا تذبذبت الأسواق كما حدث في شهر أبريل، فسيعيد ترامب النظر في موقفه بشأن الرسوم الجمركية. ولكن مع عودة الأسهم إلى مستويات قياسية، يخشى البعض من أن يتجرأ ترامب على اتخاذ موقف أكثر تشددًا.

يرى العديد من المحللين، مثل دينيس ديبوشير، أنّ تصعيد ترامب ليس سوى وسيلة ضغط تفاوضية تهدف إلى حث الشركاء التجاريين على تسريع وتيرة المحادثات، مؤكدين أنّ التوقع السائد هو تخفيض الرسوم بمجرد التوصل إلى اتفاقيات. وعلى الرغم من أنّ هذا الرأي يحظى بقبول واسع بين المستثمرين، إلا أنّ تجارب سابقة، مثل ما حدث بعد فوزه في الانتخابات، تُظهر أنّ السوق قد يُفاجأ بتحولات غير متوقعة في منهجه بعد توليه زمام السلطة.

القضاء قد يعرقل فرض الرسوم
في شهر مايو الماضي، أصدرت محكمتان فيدراليتان حكمًا بعدم قانونية تعريفة "يوم التحرير". وبينما طعنت الإدارة في هذا الحكم، تشير التوقعات إلى أنّ أي رسوم جديدة قد تواجه المصير القضائي نفسه، ممّا يقلل من مخاوف المستثمرين بشأن تأثيرها الفعلي.

تركيز المستثمرين منصب على الأرباح والتقارير الاقتصادية
كانت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية، مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك المركب، تتداول بالقرب من مستويات قياسية يوم الجمعة.

يُعزى الارتفاع الأخير في الأسهم إلى البداية القوية لأحدث أرباح الشركات الفصلية. كما استقبل المستثمرون بترحيب بالغ أحدث البيانات المتعلقة بالتوظيف ومبيعات التجزئة، والتي أشارت إلى أنّ الاقتصاد الأمريكي قد استوعب حالة عدم اليقين المحيطة بأجندة ترامب التجارية.

كما أسهم إقرار مشروع قانون الميزانية "القانون الكبير الجميل" في تعزيز الثقة في السوق، وذلك بعدما أزال الغموض الذي كان يكتنف السياسة الضريبية لعام 2026.

وعلى الرغم من أنّ مؤشر داو جونز اختتم أسبوعه الثاني على التوالي من التراجع، فإنّ مؤشري إس آند بي وناسداك قد سجلا مكاسب أسبوعية، ممّا يعكس تفاؤلاً واسعًا لدى المستثمرين بأنّ التوترات التجارية لن تنجح هذه المرة في زعزعة استقرار الأسواق.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة